من سليم الى أنطون

حوالى العام 1924، أُصيب سليم بفالج شقّي. والأرجح أنه منذ ذلك التاريخ بدأ ولده انطون، ابن العشرين ربيعاً، بالحلول محلّه إلى أن تولّى المسؤوليّة كليّاً اعتباراً من العام 1935. نجد في عقد بيع المكتبة من سليم إلى ابنه انطون، والذي يرقى إلى العام 1935، وصفاً لمحتويات مكتبة صادر كالآتي:


«مجلدات كتب متنوعة بلغات مختلفة وعلى واجهات وطاولات وكراسي وصندوق حديد وبضاعة من كافة الأنواع العائدة للمطابع والمكاتب كالدوايات والأقلام ومواعين الورق....»29


تولّى أنطون صادر، المولود عام 1904، شؤون المكتبة مذ كان في سنّ العشرين، مع والده سليم أولاً ثمّ وحده ابتداءً من العام 1935. وعام 1952، تزوّج من إيما صادر، التي أنجبت له فتاة سمّياها ماري، وثلاثة صبيان، هم سليم وإبراهيم ونبيل، الذين يشرفون اليوم معاً على إرث والدهم في حقل النشر.

أنطون صادر

إيما زوجة أنطون صادر

بإدارة انطون، وبفضل الاندفاعة الجديدة التي أعطتها النهضة العربية للكتاب والأدب، أصبحت مكتبةُ أبيه دار نشرٍ بالمعنى الحديث للكلمة. يومذاك، كان النشر اللبناني قد بدأ يكتسب أهميّة بالقياس إلى القرن السابق، وبخاصة في بعض المجالات كالكتب المدرسيّة والقواميس والتاريخ والتراث العربي. غير أن هذا النشر ظلّ خجولاً ومتردّداً30. وكان لا بدّ من انتظار فترة 1935-1950، أي فترة الفورة الثقافية للأوساط الفكرية اللبنانية، حتى يشهد نشر الكتاب في بيروت تحوّله الكبير. وهكذا صادق أنطون المثقّفين والكتّاب الذين غالباً ما كانوا يلتقون في مكتبته، ومنهم نعيمة ونجم وأبو شبكة، والناقد الفلسطيني إحسان عبّاس، والمترجم المصري مصطفى ماهر، وكذلك المحامي كميل نمر شمعون الذي أصبح فيما بعد رئيساً للجمهورية اللبنانيّة. فهؤلاء كلّهم نشروا مؤلَّفاتهم لدى دار صادر ابتداءً من فترة 1940-1950.

كميل شمعون

شهدت حقبة ما بعد الحرب، نشر نتاج الأدب الحديث وترجمات التراث العالمي والسيَر الذاتية وكتب التاريخ وغيرها، بقلم ميخائيل نعيمة وكرم ملحم كرم، وشعر العراقي معروف الرصافي، وآثار ما عُرف بـ «أدب الاغتراب»، كإعادة نشر مؤلَّفات جبران خليل جبران؛ إضافةً إلى تعريب أعمال موليير بقلم الياس أبو شبكة وتعريب شكسبير بتصرّف من قبل أمين الغريّب أو يوسف الحايك؛ وكتابة السيَر الذاتيّة لأميرات لبنانيّات أو لشعراء فجر الإسلام بقلم كرم البستاني؛ وكذلك في حقل القانون، مع مؤلّفات الكاتب الكبير ورجل القانون زهدي يكن وسواه؛ وكان الزمن أيضاً زمن «المقتطفات» الأدبية، المطلوبة من المدارس والتي تُباع بأسعار زهيدة. ففي هذا السياق، صدرت مجموعة «مختارات» ضمن سلسلة «مناهل الأدب» أو مجموعة «قطوف الأغاني» وهي مقتبسة بتصرّف عن «كتاب الأغاني» لأبي فرج الأصفهاني المؤلَّف في القرن العاشر. وثمّة موضوعات أخرى كان لها موقع مميّز في إنتاج انطون صادر آنذاك، مثل الزراعة مع كتيّبات عادل أبو النصر، وهي مؤلّفات مخصّصة بصورة شبه حصرية لقرّاء لبنانيّين كما تدلّ على ذلك مختلف العناوين التي تعالج تربية دودة القزّ أو طرق العناية بالأشجار المثمرة، وهي نشاطات زراعيّة واسعة الانتشار في لبنان حينذاك.

كمال جنبلاط

على النحو ذاته، تواصلت إعادة نشر التراث العربي، بالاستناد بصورة أساسيّة إلى أعمال بطرس البستاني وأعمال المطبعة الكاثوليكية عامة والأب اليسوعي لويس شيخو بوجه خاص. في تلك الفترة، ظهرت إعلانات كثيرة في المجلات الأدبية لأعمال كانت تنشرها دار صادر، مثل مجلّة «الأديب» لصاحبها ألبير أديب ومجلّة «الثقافة» لأديب صادر و«الآداب» لسهيل إدريس و«الثقافة الوطنية» للحزب الشيوعي. ثمّ إن المستندات المحفوظة في أرشيف عائلة أنطون تبيّن بوضوح أن الناشر كان يعتمد آنذاك الى حدٍ بعيد على القرّاء اللبنانيّين، أو أقلّه المقيمين في لبنان كما تؤكّد ذلك مختلف قسائم التسليم باسم مكتبات مثل مكتبة خليل طعمة في شارع بلس، ومكتبة الكشّاف، والمكتبة الشرقية في ساحة النجمة، وكلّها كانت تتلقّى منشورات أنطون بكميّات كبيرة. يضاف إلى ذلك أن أنطون كان يطلب إلى كتّاب أو محقّقين من أصدقائه أو يقترح عليهم العمل على مؤلَّفات تراثيّة يرغب في نشرها.

نموذج من خط أنطون صادر

بعد بيع المطبعة (عام 1932) التي كان والده قد اشتراها قبل عشر سنوات، تابع أنطون إنتاج المؤلَّفات التي يودّ نشرها في مطابع شتّى. ومن هذه المؤلَّفات الكتاب الأول الذي نشره لميخائيل نعيمة، وهو مجموعة قصائد بعنوان «همس الجفون»، صدر عام 1943، وقد خطّ العنوان على غلاف الكتاب الفنّان الشهير نسيب مكارم. لكن يبدو أن استئناف نشاط النشر استلزم شراء مطبعة جديدة، وهذا ما حصل عام 1948 كما يؤكّد جوزف نصر الله في إحدى حواشي كتابه الصادر في ذلك العام، حيث يقول: «كانت الملزمة تحت الطبع عندما علمنا أن المكتبة قد تزوّدت بمعدّات للطباعة».31


حوالى سنة 1949، أقام أنطون مطبعته الجديدة «مطبعة المناهل»، في منطقة الصيفي حيث بقيت حتى العام 2000، عندما نقل أولاده مكاتبهم ومطبعتهم إلى خارج بيروت، وتحديداً إلى المنطقة الصناعية في قضاء المتن الشمالي32. كانت بعض الفهارس العائدة إلى الأيّام التي كان فيها أنطون يدير المؤسّسة العائلية، موجَّهة إلى بلدان معيّنة باللغة العربيّة أو الفرنسيّة أو الإنكليزيّة، وحتى باللغة الألمانيّة كما هي حال أحد هذه الفهارس الصادرة عام 1968. وغالباً ما كان يُذكر فيها اسم المكتبيّ - الموزّع إلى جانب اسم دار النشر. فعلى سبيل المثال، كان فهرس مكتبة صادر الموزَّع في البحرين عام 1951 يحمل على غلافه العبارة التالية: «منشورات مكتبة صادر، تُطلب من المكتبة الوطنية، لصاحبها إبراهيم محمد عبيد». من جهة أخرى، شهدت فترة 1950-1951 استئجار أنطون صادر والتونسي محمد خوجة مستودعاً كبيراً في مدينة مرسيليا الفرنسيّة لتأمين تصريف المؤلّفات اللبنانيّة في شمال إفريقيا33. يومذاك، كان أنطون قد قرّر الانصراف كليّاً وحصرياً إلى النشر والطبع، فأقفل مكتبته نهائياً وصارت كتبه تُباع في المكتبة الشرقية في ساحة النجمة التي كانت تسوِّق أصلاً منشورات المطبعة الكاثوليكية. أما التوزيع والمشاركة في المعارض فقد تابعت دار صادر تأمينهما، ولا تزال حتى يومنا هذا.

فهرس دار صادر عام 1968 باللغة الألمانيّة

سنة 1956، تمّ دمج دار صادر لصاحبها أنطون صادر مع دار بيروت لصاحبها محمود صفي الدين. في ذلك الحين بدأ عمل صادر الفعلي على التراث العربي. يقول صفي الدين: «كنّا أول مؤسّسة ثقافية لبنانيّة تُعنى بنهضة التراث العربي القديم».34 ولئن كان كلام صفي الدين مبالغاً به بعض الشيء، فمن الأكيد أن صادر وصفي الدين استعانا بكفاءات محقّقين لبنانيّين وسوريّين وفلسطينيّين وعراقيّين لنشر ما كانا يرغبان في بعثه من التراث العربي. ففي وثيقة غير مؤرّخة بذاتها، إنما موضوعة في ملفّ عائد لسنة 1949، وبالتالي لما قبل عملية تعاون الدارَيْن التي تمّت عام 1956، جاء أن صادر: «دفع لأمر كرم البستاني نفقات تحقيق وشرح ديوان الفرزدق».35


كان من أوائل مشاريع المؤسّسة الجديدة، أي دار صادر - بيروت إصدار موسوعة «لسان العرب» المعجميّة لابن منظور في 15 جزءاً، وهي مؤلّف تراثي ضخم، تمّ إنجازه سنة 690 هـ. (1291 م.) وصار المرجع اللغوي الأساسيّ للعرب على مدى قرون عدة. طبعتها ونشرتها للمرّة الأولى مطبعة بولاق في مصر حوالي سنة 1890، بناء على أمر من الخديوي توفيق، فصدرت آنذاك في 20 جزءاً. ومع أن صدورها شكّل حدثاً مهماً بالنسبة إلى المثقّفين العرب وأهل الأدب، إلّا أنّ الموسوعة تعرّضت لكثير من النقد بسبب الأخطاء الطباعيّة العديدة التي تضمّنتها. فكان أن جرت في مصر محاولات عدّة لتصحيح هذه الطبعة الأولى، حظيت إحداها بموافقة مجمع اللغة العربية في القاهرة، لكنها لم تنتقل إلى حيّز التنفيذ. وعام 1956، أصدرت دار صادر - دار بيروت طبعة محسَّنة من هذه الموسوعة المعجميّة، بعد مراجعتها من قبل فريق من الاختصاصيّين، وقد طُبعت على ورق ذي جودة عالية مع إخراج متقن، فاستحقّت ثناء عدد كبير من الأدباء. إلا أنه سيتّضح فيما بعد أن هذه النسخة، التي صنعت مجد دارَيْ النشر يومذاك والتي أُعيد طبعها عشرات المرّات، لم تكن هي الأخرى خالية من العيوب، باعتراف «دار صادر» نفسها التي قرّرت إعادة تحقيقها عام 2000.

فضلاً عن ذلك، أدّى تعاون دار صادر ودار بيروت إلى ولادة نوع جديد من المنشورات استلزم أقلاماً جديدة وموضوعات جديدة. لكنّ التعاون بين أنطون صادر ومحمود صفي الدين لم يدم إلا لغاية العام 361963 حيث عاودت كلٌّ من الدارَيْن عملها بشكل مستقل.

ولم تعد لدى العائلة أيّ مكتبة منذ ذلك التاريخ. وبعد وفاة أنطون عام 1983، اضطلع أبناؤه الثلاثة، سليم وإبراهيم ونبيل، بمسؤولية المؤسّسة وهم ما زالوا يديرون إرث والدهم حتى اليوم. وقد قرّر الثلاثة وقف استعمال مختلف التسميات التي عُرفت بها مؤسّستهم ذات يوم: المكتبة العموميّة، مكتبة صادر، ومطبعة مكتبة صادر، أو مطبعة المناهل، والاحتفاظ فقط باسم دار صادر، التي وُضع لها أول شعار (لوغو) تجاري خاص عام1997. ولطالما حرص آل صادر على تأمين الاستمراريّة في عملهم، فأخذوا يجدّدون الآلات والمعدّات الطباعيّة بانتظام، أيّاً تكن كلفتها ومهما قصر عمرها، بهدف إعطاء الكتب التي تحمل اسمهم أعلى مستويات الجودة في الطبع والنشر.


وتُواصل دار صادر إصدار كتب لمؤلِّفين كبار في النقد الأدبي والفلسفة المعاصرة من أمثال سامي مكارم أو جميل جبر، وفي التراث مثل كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني، الذي صدر عام 2000 محقَّقاً على يد إحسان عبّاس وإبراهيم السعافين وبكر عبّاس، انطلاقاً من مخطوطة كاملة وُجدت في المكتبة العامة (Staatbibliotek) ببرلين، إضافةً إلى كتب رائعة الإخراج مزيّنة بالصور مثل «بدايات الحياة الرهبانية في لبنان» للأب الدكتور يوحنا الحبيب صادر عام 2009. ولئن كانت دار صادر تفضّل «الجانب الأدبي واللغوي للتراث»37، إلاّ أنها لا تُجم عن إصدار كتب جيّدة في الإسلاميّات. ابتداءً من النصف الثاني من القرن العشرين، أولت الدار منشوراتها عناية خاصة كي تتلاءم من حيث الشكل مع نموذج «المكتبة العربية». وعلى غرار معظم ناشري التراث، غالباً ما تعتمد دار صادر مظهراً منسّقاً شبه متماثل لهذا النموذج من مؤلّفات المكتبة العربية، محافظةً على الحجم الكبير ولو بغلافات ليّنة، بما فيه للمنشورات المُعاد طبعها، وقلّما تصدر منشورات بحجم كتب الجَيب.

على أن ورثة أنطون يحافظون على علاقة مهنية وودّية قوية جداً مع أوساط مهنة الكتاب في البلدان المستوردة للمنشورات اللبنانية، بحيث إنهم وسّعوا شبكة التوزيع التي ورثوها. فقد أقاموا، على سبيل المثال، معرضاً دائماً للكتاب اللبناني في الأعظميّة، بغداد (العراق) عام 2001 لكنهم اضطرّوا لإلغاء هذا المشروع لدى اندلاع الحرب عام 2003.


أما بالنسبة الى الفرع الثاني من ورثة إبراهيم صادر، فقد خلف يوسف ابنُه أديب، فأدار المؤسَّسة حتى وفاته عام 1982. وحين حلّ محلَّه ابنُه جوزف، وسَّع مصالح «صادر الحقوقيّة» التي أصبحت ملكاً لشركة «صادر ناشرون» وكذلك هي حال دار النشر الصغيرة المنشأة عام 1979 باسم «مكتبة صادر»، وهو الاسم الذي كان يستعمله سابقاً سليم (شقيق جده يوسف) وبعده أنطون. إن «صادر الحقوقيّة» هي اليوم إحدى أهم دور النشر وأكثرها اعتباراً في حقل النشر القانوني العربي.


إن وعي أهميّة ودور العمل الذي بدأه إبراهيم تجلّى باكراً جداً مع الجيل الثاني من آل صادر. فبإمكاننا أن نجد، مثلاً، غلاف كتاب عائد لسنة 1897، يحمل عنواناً واسمَ نقطة بيع مكتوبين بخطّ مُلفِت وغريب. إنه «رواية الجُهَلاء المدّعين بالعلم»، حيث نجد العنوان موضوعاً في أعلى الغلاف بأحرف صغيرة جداً فيما وُضع في وسط الصفحة وبخطٍ جميل، كبير وسميك، اسمُ «المكتبة العموميّة»، بدون أيّ إشارة حتى إلى المؤلِّف أو المترجم. فهذا الحرص على إبراز العمل العائلي بإعطاء الأولويّة لاسم الأسرة كان قد دفع سليم باكراً إلى إعطاء «المكتبة العموميّة» اسم «مكتبة صادر» ثم «دار صادر» ابتداءً من الثلاثينات من القرن الماضي. غير أنه وابنه استمرّا في تحرير فواتير المؤسّسة باسم دار صادر ومكتبة صادر في آن كي يدرك الناس أن صاحب المكتبة التي تعوّدوا عليها هو نفسه الذي يتعاطى اليوم مهنة النشر الجديدة هذه. أما يوسف، فكانت بعض الكتب الصادرة عن مطبعته العلميّة تحمل اسم مطبعة صادر أو مطبعة يوسف صادر38. وهكذا سرعان ما سقطت عبارتا «العموميّة» و «العلميّة» في عالم النسيان.

لقد سعت السلالتان، كلٌّ على طريقتها ومن منظورها الخاص، إنما بحيويّة نادرة، للحفاظ على ديمومة الإرث باسمٍ واحد، وتوريثه من جيل إلى جيل. فإرث إبراهيم صادر بقي على مرّ العقود بين أيدي رجال العائلة بحيث خلّد اسمها حتى يومنا هذا، أي بعد 150 سنة من أول اتّصال له بالكتاب.

<- الصفحة السابقة: إنتقال الأمانة

____________

الحواشي


29 العقد الأصلي، تاريخ 6/3/1935.

30 محمد يوسف نجم، بين المعرض والجمّيزة، مرجع مذكور آنفاً.

31 جوزف نصر الله، المطبعة في لبنان، بيروت، مرجع مذكور آنفاً، ص 114.

32 مقابلة بتاريخ 22/9/2011، مع نبيل أنطون صادر، مرجع مذكور آنفاً.

33 مصدر المعلومة التونسي حبيب اللمسي، وهو اليوم صاحب «دار الغرب الإسلامي»، وقد كان مدير المبيعات في الشركة التونسية للنشر. لم تدم مغامرة صادر والخوجة أكثر من سنتين، بحسب اللمسي.

34 «من ذكريات السيد محمود صفي الدين»، الناشرون، شتاء 2000، العدد صفر، ص 60.

35 أرشيف نبيل صادر، وثيقة غير مؤرَّخة، ملفّ، 1949 «نفقات، الدفع من 13 إلى 15». هذه الوثيقة كانت مكتوبة باللغة العربية، على غرار بقيّة المستندات التي يحتويها هذا الملفّ، وخلافاً لملفّات سنوات أخرى مكتوبة بالفرنسيّة.

36 نبذة عن سيرته نُشرت بعد وفاته في مجلّة «الناشرون» 2006، العدد 8، بدون تبيان التاريخ الدقيق للوفاة.

37 Franck Mermier, Le livre et la ville: Beyrouth et l’édition arabe: essai, Arles, Sindbad-Actes Sud, coll. «La bibliothèque arabe», 2005, p. 165.

38 جوزف نصر الله، المطبعة في لبنان، مرجع مذكور آنفاً، ص 93.